• بذات خطاب له في حفل تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية ذكر الرئيس الأسبق بوش كلمة حرية " liberty" أكثر من سبعة وثلاثين مرة ، وقد تعمد كاتب الخطاب أن يستخدم كلمة " liberty" لارتباطها الوثيق بمبادئ الثورة الفرنسية وجذورها العميقة والراسخة في نفس المواطن الأمريكي ولاتصالها العميق بالليبرالية التي اشتقت منها وقد استخدمها بدلاً من كلمة حرية " freedom " الشائعة في لغة الشارع والأفلام والتي صرخ بها ميل غبسون وهو يؤدي دور وليم والاس في فيلم " القلب الشجاع " "Breav heart " في لقطة مكبرة قبل إعدامه وقد خذله مواليه وفضل ذلك على أن يقول تعيش انجلترا أو "الرحمة " لأنه كان يعي تماماً أن موته سيكون بداية الثورة لأنه كان قبل ذلك قد زرع بل وأيقظ الحرية في صدور المواطنين الاسكتلنديين، وبموته سيتم إشعال الثورة والتحرر من عبوديتهم للإنجليز وهي قضيته التي تبناها طوال فترة نضاله فالبداية كانت من أجل المرأة التي أحبها ولكن القوانين الاستعمارية للضباط الإنجليز كانت تقتضي وتنص على أنه لا يجوز لأي مواطن اسكتلندي أن يدخل امرأة قبل أن يمسها الإنجليز ولأن وليم والاس خالف هذه القوانين فقد ذبحوا حبيبته أمام ناظريه ...ومن تلك اللحظة أصبحت قضية اسكتلندا وحريتها قضيته ...!!
تلك الحرية هي التي ناضل من أجلها الكثيرين وليست التمرد كما قد يخال البعض ولكنها الحرية فقط التي تتصل بها كل أسباب الحياة الأخرى وشروط البقاء فالإنسان حر وهكذا ولد وهكذا يحيا وهكذا يموت وهكذا خلقه الله وبدونها فجدير بالمرء أن يموت ..
- في الاقتصاد يعني مذهب الحرية إعفاء التجارة الدولية من القيود والرسوم ..
- وفي الأدب والفلسفة كان جان بول سارتر زعيمها ورائد الفلسفة الوجودية وقد كانت الحرية أحد الخطوط الفلسفية الممثلة للوجودية :" الحرية والمسئولية والالتزام .." ، وفي إطار فلسفي أيضاً عبر عنها الفيلسوف والأديب " البير كامو " في كتابه " الإنسان المتمرد " وفي مسرحياته " كاليجوالا" و "سوء تفاهم " وغير ذلك ، وقد قال الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد وكأني به يهمس في أذن كامو منذ مئات السنين :
" لا تُسقني ماء الحياة بذلةٍ / بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ
ماء الحياةِ بذلةٍ كجهنمٍ / وجهنمٌ بالعزِ أطيبُ منزلِ "
- وفي الأدب أيضاً نجد مصطلح جديد كان الفضل في التعريف به واصطلاحه لأحد رواد النهضة في العصر الحديث الشاعر محمود سامي البارودي وله حكاية تقول أنه كان له جارة تتعمد إزعاجه وإيذائه فما كان منه إلا أن خلدها بقصائده وربما لو كانت تعلم ذلك لسعت إلى إرضاءه وخدمته وقد أطلق على ما كانت تفعله به بالــ" الحرية الكاذبة " وهو مصطلح يتسع ليشمل كل ما يرتكبه الإنسان في حق الغير من تجاوزات غير مسموح بها تحت مسمى حريته الشخصية وهذه هي الحرية الكاذبة ...!
- إن الحرية " liberty" التي كان يهتف بها بوش لم تكن كما أثبتت الأيام سوى شعارات زائفة وترويج لسياسات قذرة وكذلك ليست الحرية "" liberty" التي شكلت أهم مبادئ الثورة الفرنسية تسوغ لها بعد عامين من قيام الثورة غزو مصر بقيادة نابليون وكذلك بعدها بفترة بسيطة بعثت أساطيلها إلى أفريقيا بقيادة " شامبير " والذي كان إذا جاعت كلابه قال " أطعموها واحداً من السود ....!!"
وإذا كان المجتمع عبارة عن دوائر إبداعية متعددة المجالات والتخصصات فإنه يلزمها إزاء الاستمرار في الابداع وتحريك عجلة التنمية في المجتمع فإنه يلزمها الحرية والتي لها سقف هذا السقف يحتم علينا كأفراد في المجتمع ومواطنين فيه عدم تجاوزه لأن تجاوزه يعني انتهاكاً لحقوق الآخرين وانتهاكاً لأمنهم وسلامهم وحرماتهم ولذلك ولهذا السبب – وهو عند تجاوز سقف الحرية المرسوم لنا كأفراد فإنه من حق الجماعة التدخل – طالما أن الأضرار الناتجة عن انتهاك سقف الحرية قد تصنع شرخاً في أمن الوطن وسلامة أفراده ، أما دون ذلك فلا يجوز للجماعة التدخل في حرية الأفراد طالما أنهم لم يتجاوزوا سقف الحرية المتعارف عليه ،
وقد تكفل ديننا برسم الملامح الأساسية لمفهوم الحرية التي نريدها حقاً حيث قال معلمنا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم : " المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم ..." وهذا هو سلم الحرية وسقفها التي لا يتجاوزه سوى الجهلاء والظلمة والمفسدين ....
تلك الحرية هي التي ناضل من أجلها الكثيرين وليست التمرد كما قد يخال البعض ولكنها الحرية فقط التي تتصل بها كل أسباب الحياة الأخرى وشروط البقاء فالإنسان حر وهكذا ولد وهكذا يحيا وهكذا يموت وهكذا خلقه الله وبدونها فجدير بالمرء أن يموت ..
- في الاقتصاد يعني مذهب الحرية إعفاء التجارة الدولية من القيود والرسوم ..
- وفي الأدب والفلسفة كان جان بول سارتر زعيمها ورائد الفلسفة الوجودية وقد كانت الحرية أحد الخطوط الفلسفية الممثلة للوجودية :" الحرية والمسئولية والالتزام .." ، وفي إطار فلسفي أيضاً عبر عنها الفيلسوف والأديب " البير كامو " في كتابه " الإنسان المتمرد " وفي مسرحياته " كاليجوالا" و "سوء تفاهم " وغير ذلك ، وقد قال الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد وكأني به يهمس في أذن كامو منذ مئات السنين :
" لا تُسقني ماء الحياة بذلةٍ / بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ
ماء الحياةِ بذلةٍ كجهنمٍ / وجهنمٌ بالعزِ أطيبُ منزلِ "
- وفي الأدب أيضاً نجد مصطلح جديد كان الفضل في التعريف به واصطلاحه لأحد رواد النهضة في العصر الحديث الشاعر محمود سامي البارودي وله حكاية تقول أنه كان له جارة تتعمد إزعاجه وإيذائه فما كان منه إلا أن خلدها بقصائده وربما لو كانت تعلم ذلك لسعت إلى إرضاءه وخدمته وقد أطلق على ما كانت تفعله به بالــ" الحرية الكاذبة " وهو مصطلح يتسع ليشمل كل ما يرتكبه الإنسان في حق الغير من تجاوزات غير مسموح بها تحت مسمى حريته الشخصية وهذه هي الحرية الكاذبة ...!
- إن الحرية " liberty" التي كان يهتف بها بوش لم تكن كما أثبتت الأيام سوى شعارات زائفة وترويج لسياسات قذرة وكذلك ليست الحرية "" liberty" التي شكلت أهم مبادئ الثورة الفرنسية تسوغ لها بعد عامين من قيام الثورة غزو مصر بقيادة نابليون وكذلك بعدها بفترة بسيطة بعثت أساطيلها إلى أفريقيا بقيادة " شامبير " والذي كان إذا جاعت كلابه قال " أطعموها واحداً من السود ....!!"
وإذا كان المجتمع عبارة عن دوائر إبداعية متعددة المجالات والتخصصات فإنه يلزمها إزاء الاستمرار في الابداع وتحريك عجلة التنمية في المجتمع فإنه يلزمها الحرية والتي لها سقف هذا السقف يحتم علينا كأفراد في المجتمع ومواطنين فيه عدم تجاوزه لأن تجاوزه يعني انتهاكاً لحقوق الآخرين وانتهاكاً لأمنهم وسلامهم وحرماتهم ولذلك ولهذا السبب – وهو عند تجاوز سقف الحرية المرسوم لنا كأفراد فإنه من حق الجماعة التدخل – طالما أن الأضرار الناتجة عن انتهاك سقف الحرية قد تصنع شرخاً في أمن الوطن وسلامة أفراده ، أما دون ذلك فلا يجوز للجماعة التدخل في حرية الأفراد طالما أنهم لم يتجاوزوا سقف الحرية المتعارف عليه ،
وقد تكفل ديننا برسم الملامح الأساسية لمفهوم الحرية التي نريدها حقاً حيث قال معلمنا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم : " المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم ..." وهذا هو سلم الحرية وسقفها التي لا يتجاوزه سوى الجهلاء والظلمة والمفسدين ....