هل التاريخ يعيد نفسه ؟
نقرأ العبارة أعلاه في الكثير من المقالات والكتب التي تتناول التاريخ المعاصر ..
وربما التاريخ القريب .. الدولة العثمانية .. العباسية .. أو حتى الأموية ..
عندما تتشابه أحدث معينة وقعت في عصرين متباعدين يصفّ الكتّاب والنقّاد هذه الظاهرة بـ “إعادة التاريخ لنفسه”
ربما تمرّ عليكم هذه الكلمة مرور الكرام كما تمرّ عليّ ..
وربما -على أحسن الأحوال- تعتبروها تعبيراً مجازياً لتشابه فلسفة حدثين وقعا في أزمنة مختلفة ..
على العموم .. لم أكن أبداً ألقي بالاً لهذه العبارة في الترجمة الواقعية ..
فأنا أرى أن التاريخ لا يعيد نفسه .. وإنما البشر يفعلون ..
عندما يتشابه فعلٌ وفعلٌ آخر فإن هذا يدل على أن الفاعلَيْن -وهما من البشر بالتأكيد- تشابه تفكيرهم وفلسفاتهم وربما معتقداتهم ومناهجهم ..
وليس للتاريخ أي يدٍ في الموضوع !
بل قد يتعدى التفسير إلى أن مصطلح “التاريخ” أُقحم هنا لأن البشر إعتادوا على أن يلقوا بالتهم إلى المجهول ..
لأن هذا يريح ضمائرهم -ظاهرياً على الأقل- ويجعلهم يعتقدون أن السبب فيما يحصل من “التاريخ” الذي لا ناقة له ولا جمل ..
وعندما نكبّر الصورة قليلاً ..
نرى أنّ هذا لا يقتصر على “التاريخ” المسكين لوحده ..
بل إن هذه العادة اللصيقة بالبشر -أقصد رمي التهم على الآخرين- باتت أكثر إنتشاراً من أن ننقدها بمقالٍ بسيط كهذا ..
ما يجعلني أقول : هل نحتاج إلى إعادة رؤية لطريقة رؤيتنا للأمور !؟
مع أنّ العبارة أعلاه وغيرها مما يشابهها قد يكون يجمعها التعبير المجازي لوصف التشابه الظاهر بين الحدثين ..
ولكن السؤال الحقيقي : لماذا نلجئ إلى إلصاق التهم بالمجهول ونحاول جاهدين أن نرفع الحرج عنّا وعن بني البشر أمثالنا !؟
قد يبدو الكلام خلافاً لفظياً صرفاً .. لا يفيد الواقع في كثير ..
ولكنّي أؤمن أنّ الألفاظ أختيرت بعناية .. من قبل قائليها لأول مرة على الأقل ..
وأنّها لم تُجمع من قاموس الكلمات عبثاً ..
بعيداً عن الخلاف اللفظي أعلاه ؛
هل تؤمنون أن الأحداث تتكرر في الواقع ؟
على مستوى المواقف الفردية والعامة ! أم العامة فقط !؟
بمعنى : على مستوى الأحداث الصغيرة بين الواحد والاثنين من الناس ..
أم أيضاً على مستوى الأحداث الكبيرة .. التي تشمل مدينة أو دولة .. أو قل عصراً أو جيلاً !؟
أنتظر رؤاكم ،،